بدأ غناء الراب هنا في العراق بعد الاحتلال الامريكي للبلاد .. وتم التعامل معه على اساس انه فن ثوري يعكس واقع المواطن العراقي المضطهد في بلده والذي يتشابه وواقعه واقع الزنوج في اميركا في حقبة الخمسينات والستينات حيث يعاني من الفقر والعوز وانعدام الخدمات وتردي الواقع المرير .. وما ساهم في الرواج لهذا الفن لدى الشباب هو تفشي البطالة ما جعل الشاب يملأ فراغة بمتابعة الاغاني الاجنبية في القنوات التلفزيونية وتعلقه بها وانغماسه في اجوائها .
اما عن الاسباب التي جعلت السباب في العراق يتوجهون نحو غناء الراب او الهيب هوب فمنها :
1-لا توجد وسيلة تعبير فنية أخرى: فالغناء الوطني متوقف منذ زمنٍ طويل، فالشارع العربي بأكمله يعيش على أمجاد وأغاني السبعينيات والثمانينات والمغنون الوطنيين بأغلبهم لم يقدموا أغانٍ جديدة منذ فترة طويلة. لذلك كان لابد من محاولة ملء هذا الفراغ الناتج عن شعور الشباب (صغار السن) بأنهم مهمشين وبأن هذه الأغاني، وإن كان تعجبهم، لا تمت لهم بصلة، وتمثل جيلاً سبقهم، وحملهم تاريخاً مملوءاً بهزمة ليس لهم يدٌ فيها، لذلك لجأوا إلى الراب محاولين رفض هذا الواقع والسخرية منه، محاولين خلق تاريخهم الغناني والفعلي الخاص.
2-رداءة الفن المعاصر وسخفه: وهذه النقطة تعتبر من أبرز النقاط التي دفعت إلى استيراد من ذي منشأ خارجي مثل الراب، فالأغاني العربية الحديثة برمتها لا تتحدث إلا في موضوع واحد هو الحب والأحباب، والترك والهجران والخيانة، وكلها أمور قد تكون جميلة ولطيفة ولكنها لا تعتبر في كثير من الأحيان عن معاناة الشباب ومشاكلهم وما يمرون به من مشاكل بطالة وفقر وعوز وشعور بعدم الانسجام مع المجتمع، فضلاً عن المشاعر السياسية الأخرى مثل الهزيمة والخذلان والفشل. ولا يرفض مؤدي الراب أن يقدموا أغاني حب، ولكنهم يركزون دائماً على أن أغنية الحب يجب أن تكون أكثر إنسانية، وليس خيالية أو كاذبة كما تقدمها معظم الأغاني الحالية، ويهزأ أغلبهم من المستوى الذي أوصلنا أحد المطربين إلى الاحتفال "بعيد ميلاد جرحه" مثلاً. الحل كان عبر نوع جديد من الغناء لا يتطلب وجهاً جميلاً، ولا فتاةً جميلة تتلوى في الخلفية، المطلوب هو فقط كلام جيد، هادف، للتعبير عن الحالة، ولا يحتاج فيه المؤدي -إذا أراد- إلا إلى ميكروفون ونوع بسيط من الدقات (أو كما تسمى في عالم الراب Beat)؛ المطلوب إذاً منه هو الأداء الواعي والواضح لجملته الشعرية.
3-إنه صوت الجماعة دونما حاجة إلى ضجة إعلامية هائلة: فالراب من جراء حديثه عن مشاكل الناس، يؤدي دوراً في إضاءة وتوضيح المشاكل العالقة.
في الختام، قد يكون الراب، كفن، أجنبي المنشأ، إلا أن كثير من الأشياء الموجودة في حياتنا، والتي تعتبر أساسية، هي أجنبية المنشأ كذلك. وقد يكون تعريب الراب تجربة سيئة أو حسنة، الأمر غير واضح لغاية الآن، هذا الأمر سيبقى مفتوحاً للتاريخ وهو الذي سيحسم فكرة نجاحه أو فشله، لكن الذي يمكننا التأكد منه منذ الآن هو أن هذه التجربة الفنية هي واحدة من الفنون الأساسية لهذا الجيل، فمن المستحيل في عصرنا إيجاد شاب في كل عالمنا العربي-يشاهد التلفاز- لا يعرف ما هو "الراب
راب عراقي : ناين زي و جيه فاير
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
اما عن الاسباب التي جعلت السباب في العراق يتوجهون نحو غناء الراب او الهيب هوب فمنها :
1-لا توجد وسيلة تعبير فنية أخرى: فالغناء الوطني متوقف منذ زمنٍ طويل، فالشارع العربي بأكمله يعيش على أمجاد وأغاني السبعينيات والثمانينات والمغنون الوطنيين بأغلبهم لم يقدموا أغانٍ جديدة منذ فترة طويلة. لذلك كان لابد من محاولة ملء هذا الفراغ الناتج عن شعور الشباب (صغار السن) بأنهم مهمشين وبأن هذه الأغاني، وإن كان تعجبهم، لا تمت لهم بصلة، وتمثل جيلاً سبقهم، وحملهم تاريخاً مملوءاً بهزمة ليس لهم يدٌ فيها، لذلك لجأوا إلى الراب محاولين رفض هذا الواقع والسخرية منه، محاولين خلق تاريخهم الغناني والفعلي الخاص.
2-رداءة الفن المعاصر وسخفه: وهذه النقطة تعتبر من أبرز النقاط التي دفعت إلى استيراد من ذي منشأ خارجي مثل الراب، فالأغاني العربية الحديثة برمتها لا تتحدث إلا في موضوع واحد هو الحب والأحباب، والترك والهجران والخيانة، وكلها أمور قد تكون جميلة ولطيفة ولكنها لا تعتبر في كثير من الأحيان عن معاناة الشباب ومشاكلهم وما يمرون به من مشاكل بطالة وفقر وعوز وشعور بعدم الانسجام مع المجتمع، فضلاً عن المشاعر السياسية الأخرى مثل الهزيمة والخذلان والفشل. ولا يرفض مؤدي الراب أن يقدموا أغاني حب، ولكنهم يركزون دائماً على أن أغنية الحب يجب أن تكون أكثر إنسانية، وليس خيالية أو كاذبة كما تقدمها معظم الأغاني الحالية، ويهزأ أغلبهم من المستوى الذي أوصلنا أحد المطربين إلى الاحتفال "بعيد ميلاد جرحه" مثلاً. الحل كان عبر نوع جديد من الغناء لا يتطلب وجهاً جميلاً، ولا فتاةً جميلة تتلوى في الخلفية، المطلوب هو فقط كلام جيد، هادف، للتعبير عن الحالة، ولا يحتاج فيه المؤدي -إذا أراد- إلا إلى ميكروفون ونوع بسيط من الدقات (أو كما تسمى في عالم الراب Beat)؛ المطلوب إذاً منه هو الأداء الواعي والواضح لجملته الشعرية.
3-إنه صوت الجماعة دونما حاجة إلى ضجة إعلامية هائلة: فالراب من جراء حديثه عن مشاكل الناس، يؤدي دوراً في إضاءة وتوضيح المشاكل العالقة.
في الختام، قد يكون الراب، كفن، أجنبي المنشأ، إلا أن كثير من الأشياء الموجودة في حياتنا، والتي تعتبر أساسية، هي أجنبية المنشأ كذلك. وقد يكون تعريب الراب تجربة سيئة أو حسنة، الأمر غير واضح لغاية الآن، هذا الأمر سيبقى مفتوحاً للتاريخ وهو الذي سيحسم فكرة نجاحه أو فشله، لكن الذي يمكننا التأكد منه منذ الآن هو أن هذه التجربة الفنية هي واحدة من الفنون الأساسية لهذا الجيل، فمن المستحيل في عصرنا إيجاد شاب في كل عالمنا العربي-يشاهد التلفاز- لا يعرف ما هو "الراب
راب عراقي : ناين زي و جيه فاير
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]